شوف اللى بيحصل!!

كلمة منى

السكوت لا يضر فالأفواه المقفلة لا يدخلها التراب! (أنيس منصور) ولكننى إخترت التعامل مع التراب .. نورت بيتى الصغير ^_^

(ياليتنى كنت عفاف)

طالما أحببت وأنا صغيرة تقليد طنط أم عفاف بائعة اللبن وكأنها شخصية محورية فى حياتى ،وعندما تأتى وتجلس أمام باب شقتنا كنت أخرج ركضاً للجلوس بجانبها وملاحظة كل شىء وكأنة الرادار ،حديثها المغلف ب "يخليهم لك يا مدام وتفرحى بيهم ،وشوفتى دى قشطة وزبدة زى الفل ،سيحيها بس وهتدعى لأم عفاف "
وحركاتها من غمز وضحكات غريبة الشكل أحياناً وأفأفة أحياناً أخرى ،وبعد أن يتم تجميع وتخزين وتكثيف كل ما رأيتة .. أستخرجة مرة أخرى على فترات بدون أدنى معالجة .. لأننى ببساطة شديدة لا أفهم منه شيء .
وصارت أم عفاف وعملها هو أقصى طموحى وصارت كيفية إمتطاء حمارها ذو الدم الخفيف هو شغلى الشاغل ؟!
وفى تلك الأثناء وبكل صراحة ظهرت طنط أم عبد الباسط منافسة لقرينتها ،أم عبد الباسط كانت بائعة الخضار والفاكهة لدى العائلة ،ومن هنا بدأت المقارنة والصراع بين قشطة أم عفاف اللى زى الزبدة .. وبنتجان أم عبد الباسط اللى بردوا زى الزبدة ،وكان السؤال المنطقى هنا هو إية وجهه الشبة بين القشطة والبتنجان ؟!
وفى تلك الفترة العمرية كنت أعمل واجباتى المدرسية وأجتهد من أجل الحصول على شهادة تعادل شهادة أم عفاف أو حتى يمكننى العمل مثل أم عبد الباسط ..
ومرت السنون ولم يحالفنى الحظ بما تمنيت ،وأيضاً لم أعد أرى أم عفاف ولا أعلم أين أراضيها ،وأصبح والدى هو سفيرنا لدى أم عبد الباسط لخروجها على المعاش وزى ما قالت لى "مبقتش بقدر أطلع السلم يا حبيبشى " ..
ومنذ عدة أيام وأمام منزل جارتنا كانت طنط أم عفاف بصوتها المعهود "حد ينزل ياخد اللبن بقالى ساعة واقفة " ،قلت لها " إزيك يا طنط ؟ عاش مين شافك .. "
نظرت إلى بإستغراب  "إنشالله ما تشوفى وحش .. إنتى مين يا آنسة ؟؟ "
وبعد التعريف والذى منة والقبل الحارة التى أمقتها .. قلت لها " وإزيى عفاف .. مش معاكى ليه ؟"
كان ردها " يا ختى ما عفاف إتجوزت ومعاها رامى إنشالله عقبال عدلك .. وجوزها ياختى مبيشغلهاش "
وكان إبتسامتى الصفراء تعلو وجهى بكل غيظ " لا والله .. أممممم .. رامى .. سلمى لى عليها وإما نشوف هتفتكر أيام ما كنا بنلعب سوا ع السلم ولا لاء ؟ "
قالت "طبعاً يا شيخة هتفتكر .. هى يعنى معرفة يوم .. دة سنين يا ست البنات "
وتركتنى بعدها أم الست عفاف وذهبت ،وتوجهت أنا لبيتنا وأنا أحدث نفسى " ياريت كانت أمنيتى إتحققت .. أهو كيلوا اللبن بقى بخمسة جنية .. كان زمانى مالية مركزى .. ومتجوزة ومعايا وائل ولا هانى ..
ولا حتى بقيت خليفة أم عبد الباسط فى السوق .. وأحتكر الطماطم وألعب لعبتى وأقب على وش الدنيا بقى "
وكانت أيام طفولة بريئة .. وأحلام أكثر براءة ،لم تبقى منها سوى بسمة تعلو وجههى عندما أتذكرها !!

هناك ١٠ تعليقات:

  1. عجبتنى اوى التدوينة دى
    احلى ذكريات الطفولة وايامها
    ولو كنتى حققتى حلمك كنتى هتبقى من اكبر تجار الطماطم وتحتكريها
    وتخفضيلنا سعرها شوية علشان احنا معرفة:)

    ردحذف
  2. ذكريات لطيفة جدا
    ليتني كنت عفاف ايضا

    ردحذف
  3. منتهى الرقة و البراءة
    خالص تحياتي

    ردحذف
  4. زهرة

    رائع المقال غاليتى

    قمت بزيارة بعض خواطرك

    سعيده بزيارتك

    اتمنى ان يدوم تواصلنا

    تحياتى

    ردحذف
  5. فكرتيني ببائعة الخضار بتاعتنا فتحت محل كبير و بنتها بقى عندها شريف على اسم أخويا ههههه بوست ظريف و واقعي

    ردحذف
  6. نهى

    ربنا يحليكى يا حبيبتى .. بس يا أوختى بسبس إز بسبس اه يعنى خلى بالك :)

    نورتينى :)

    ردحذف
  7. سونيت

    ذكريات زمان دايماً حلوة

    نورتينى :)

    ردحذف
  8. طهقانه

    ربنا يكرمك يا حبيبتى

    نورتينى :)

    ردحذف
  9. جايدا

    سعيدة بزيارتك ..

    ربنا يديم التواصل والمودة يا حبيبتى

    نورتينى :)

    ردحذف
  10. شيرين

    شريف ورامى .. راحت فين يا بنتى أيام عبد الصمد وست أبوها

    يلا .. دنيا

    نورتينى :)

    ردحذف

قول حاجة يلا