شوف اللى بيحصل!!

كلمة منى

السكوت لا يضر فالأفواه المقفلة لا يدخلها التراب! (أنيس منصور) ولكننى إخترت التعامل مع التراب .. نورت بيتى الصغير ^_^

عــــــــوووووووه

وأنا عندى ٨ سنين لقيت كتاب ورقه أصفر وواضح إنه قديم "  كان بتاع ماما  " ،أخدته ألعب بيه ؛ ولأنى صغيرة مكنش متوقع منى  إنى اقرأ الكتاب دة لإنه لا مجله ولا فيه صور ولا ملون حتى ،ولحد إنهاردة فاكره أسمه وشكله .. كان إسمه " الميدوسا" ،بدأت اقرأ فيه وأنا مش فاهمه أى حاجة لكن كل اللى وصل لى إنه " بيخوف أوى " ،وده طبعاً اكتشفته من كلمات زى ( شريرة ، أظافر طويلة ،لسان طويل مقسوم إلى نصفين ،رأس مقطوعه ) ،وخبيت الكتاب فى أوضتى وعلشان اقراه كنت بلم أطفال عمارتنا العزيزة على السلم وتبقى قعدة سمر وأحكى لهم أنا قريت ايه ؟!! ،وطبعاً مكانوش بيصدقونى .. أصل جيلنا من الأطفال كان غلابه لا فيه انفتاح ولا غيره ، وانا زى الشاطرة أقولهم : شفتوا طيب والله الكتاب اهوه وعلشان تبقوا تصدقوا .. ونظرة بقى انتصار والاقى منهم نظرة استغراب واستعجاب : جبتيه منين ده .. هنقول لطنط على فكرة .
 منستش الإسم ده أبداً وحبيت أعرف ياترى ايه ده .. علشان أحدد هى دى كانت رواية ولا كتاب ولا قصة ، وعرفت إنه دى ( إسطورة اغريقية ) .. وإن الأساطير الإغريقية هى بذات نفسيتها " علم الميثولوجيا " ودى حكايات تاريخية ليها علاقة بالآلهه الإغريق وملهاش أسس تاريخيه .
والأساطير فى الحضارة الإغريقيه كانت بتمثل لهم الحياه كلها وبتساعدهم على فهم العالم ،أكيد احنا دلوقت شايفينها أوهام وممكن تخاريف .. انما وقتها كانت حضارة كاملة .. لإنها كانت متعلقة بالآلهه اللى كانوا بيعبدوها فعلياً ،وكانوا ١٢ إله اسمها " الآلهه الإثنى عشر الأولومبية " وده نسبه لجبل " اوليمب " .
وكمان فى الوقت ده اهتموا بكتابه الشعر عن الأساطير دى ، اللى هيا الإلياذة اليونانية وهى ملحمة شعرية عن حرب طراودة لشاعر إغريقى قديم ،وقصتها بردوا جت من الأساطير دى وابطالها كانوا الآلهه .
  نرجع تانى لأسطورة الميدوسا اللى كانت من أشنع المخلوقات فى اساطير اليونان واللى أبطالها كانوا : زيوس وهو كبير الآلهة الإغريقية وهو حاكم مملكة الأحياء ويسكن في جبل الاوليمب ، وحيرا زوجة كبير الآلهة زيوس ، وبيرسيوس بطل الملاحم الإغريقيه وابن زيوس من أم بشرية ، وكاسيوبيا ملكة جميله ، والجرجونات الثلاث : ميدوسا واخواتها الاتنين هما ( ماجيرا ) و ( ينيرا ) .


والأسطورة بتقول ::
كانت ( كاسيوبيا ) الحسناء المغرورة قد بالغت في غرورها ووقاحتها إلى درجة أثارت حنق سادة (الأوليمب ) ،لهذاسلطوا على جزيرتها الفيضانات والزلازل .. ثم جاءت الطامة الكبرى حين أرسلواللجزيرة تنيناً مرعباً اسمه ( الكراكون ) ،
وكان هذا التنين يطلب – كالعادة – أن يقدموا له قرابين بشريه وإلا أغرق الجزيرة بما عليها ..وهكذا وجدت ( كاسيوبيا ) نفسها مرغمة على تقديم ابنتها الجميلة (أندروميدا ) لإشباع شهية التنين الشره .. وهكذا كانت أندروميدا الضحية القادمة مالم يحدث شيء ما .. 
وفي هذه اللحظة يصل( بروسيوس ) إلى الجزيرة، ( بروسيوس ) البطل المغوار كان واحداً من هؤلاء الأبطال الذين تزخر بهم الأساطير الإغريقية ، شديد الوسامة ، شديد البأس .. وهو كالعادة ابن زيوس من امرأة بشرية .. 
وقع في حب الفتاة المختارة كقربان .. وصمم على قتل الوحش لإنقاذ فتاته .. ولكن كيف ؟! ، مع انشغال أخوته من الأب " زيوس " بممارسة  أعمالهم  حيث كان(هرقل) مشغول بقتل الهيدرا .. و(أطلس) منهمك في رفع الكرة الأرضية .. و (برومثيوس ) معلق بين الجبال يتلقى عقابه الأبدي .. و(جاسون ) يبحث عن الفروة الذهبية .. كانت هناك مهمة أكثر تعقيداً تنتظر ( بروسيوس ) ..
طلب التنين لكى لا يقتل الفتاه أن يأتيه ( بروسيوس ) برأس ميدوسا .. وهنا كانت الصعوبة .
ميدوسا كانت في البدء بنتا جميلة، غير أنها تزوجت من بوسيدون ( إله البحر ) في معبد أثينا ( ربة الحرب والحكمه وحامية المدن ) وأنجبت ميدوسا من بوسيدون طفلين، وهذا ماجعل( أثينا ) تغضب، فحولتها إلى امرأة بشعة المظهر كما حولت شعرها إلى ثعابين وكان كل من ينظر إلى عينيها يتحول إلى حجر. 

نفيت ميدوسا واخواتها إلى جزيرة في البحر المتوسط لم تحددها الأسطورة حيث يعشن في الكهوف وسط عشرات من التماثيل الحجرية لأولئك البحارة التعساء الذين ألقى بهم حظهم العاثر على شاطيء تلك الجزيرة ..

والآن .. على ( بروسيوس ) أن يقطع رأس ميدوسا !!

ولكن كيف ؟ كيف يمكن مواجهة مخلوق بهذه الصفات ؟ دعك من السؤال الأهم .. كيف تقتل مخلوقاً من دون أن تراه؟! ،
لكن بروسيوس مثله مثل هرقل وثيذيوس .. بطل إغريقي أصيل .. يبحث عن المتاعب أينما وجدت .. ويحمل قدره على كفه ولا يملك الاختيار .. لهذا يروق كثيراً لسادة الأوليمب .. ولهذا تلقى زيارة من من هرمز ( قائد الأرواح إلى مملكة هيدز ورسول الآلهة إلى سكان الأرض )  .. يحمل له بعض الهدايا .. الخوذة التي تخفي من يرتديها .. والسيف الذي لا يضرب إلا ويصيب هدفه .. ثم الدرع البراق الشبيه بالمرآة .. 
وينطلق برسيوس مع رفاقه في البحر قاصدين جزيرة الجرجونات الثلاث ..
دخل ( بروسيوس ) كهف ميدوسا..حوله عشرات من التماثيل الشنيعة لبحارة ماتوا قبل أن يفهموا ما لذي قتلهم

انسل ( بروسيوس ) ومن معه في حذر باحثين عن ضالتهم .. تصحو ميدوسا من نومها وتفح الثعابين في شعرها .. فيخفي الرجال وجوههم خلف الدروع .. وتتقدم ميدوسا نحو أول الرجال فيتعثر وتلتقي عينيه بعينيها ويتحول لحمه إلى حجر ..

وهنا توجد نهايتان للأسطورة ..
الأولى : :  تقول أن ميدوسا رأت انعكاس وجهها في درع ( بروسيوس ) وتحولت إلى حجر ..
الثانية : :  تقول أنها تقدمت نحو ( بروسيوس ) الذي استجمع شجاعته وحاسة المكان عنده ليطير رقبتها بضربة واحدة ثم يبادر بالفرارقبل أن تصحوا أختاها ..

المهم أن ( بروسيوس ) قد قتلها دون أن يمس شقيتيها .. وعاد بالرأس في كيس ليظهره في اللحظة المناسبة أمام التنين قبل أن يبتلع حبيبته ..

الآن حق لـ ( بروسيوس ) أن يتزوج ويستريح ويهنأ بالاً ..

ولكن ماذا حدث للرأس .. ؟

يقال أن ( بروسيوس ألقى به في البحر .. وأسطورة أخرى تقول أنه أهداه لـ ( حيرا ) زوجة ( زيوس ) للتخلص به من أعدائها ..وأخرى تقول أنه اهدى رأسها لأثينا التى كانت قد ساعدته وقامت بوضعه على درعها المسمى بالأيغيس .. وثمة حكايات تتجاهل الأمر برمته .. 

ودى كانت أسطورة الميدوسا .. وزيها موجود اساطير كتير للأغريق اتعرفت من قصايد للشاعر هوميروس زى ( الإلياذة والأوديسا ) ، واللى بتتكلم عن الآلهه والمعتقدات الدينيه وقتها .. ودة كله ملهوش أسس تاريخية لكن فى نفس الوقت محدش قال عنه تخاريف.

واحنا كمصريين لينا اساطير قديمه فرعونيه بردوا مرتبطه بآلهه الفراعنه و معظمنا ميعرفهاش زى : : أسطورة خلق الكون ، أسطورة
أوزوريس وست ، أسطورة الفصل بين البشر والآلهه ، وغيرها ..

وفيه حاجات كنا بنسمع عنها واحنا صغيرين وبيخوفونا بيها .. كمان طلعت اساطير مصرية زى : : النداهه ، وأم الشعور ،والسلعوه .

كان فضول كبير منى انى أعرف أساس الحكاية .. علم أو أقدر اسميه دراسه أول مرة أعرفها .. استمتعت بيها .. وفكرتنى بالكتاب القديم اللى راح من وقتها بس بغرابته خلانى لسه فاكراه .. 

                                                                موسوعة ويكبيديا ساعدتنى كتير *_*  

هناك ٦ تعليقات:

  1. انيس منصور كان مغرم بيها اوووي وعلى فكرة كانو بيسموها برضك اخوات ليبيا......متشكرين على المعلومات واللي يقرى لوحده يزور هههههه

    ردحذف
  2. موضوع جامد اوى ..تشويق وثقافة ومتعة فى نفس الوقت.. مجهود نشكرك عليه واسلوبك فى السرد عنه جميل اوى... تقبلى مرورى

    ردحذف
  3. موضوع غني جداً
    وأسلوبك في سردك للحكاية جذاب

    وبصراحة استفادت كتير من الموضوع ده

    أطيب تحياتي
    وليد الزهيري

    ردحذف
  4. معلومات جميلة وشيقة ومجهود مشكورة عليه
    تحياتي الخالصة

    ردحذف
  5. الله على الاساطير

    فعلا الكتاب ده رائع جدا

    ولكن الاروع طرحك له زهرة

    تحياتى

    ردحذف
  6. شكرأ لمرور الجميع

    نورتونى :))

    ردحذف

قول حاجة يلا