شوف اللى بيحصل!!

كلمة منى

السكوت لا يضر فالأفواه المقفلة لا يدخلها التراب! (أنيس منصور) ولكننى إخترت التعامل مع التراب .. نورت بيتى الصغير ^_^

رحل عن الحياه..ولن ننساه

توفى صباح السبت 31/10/2009 الدكتور المفكر الكبير/مصطفى محمود بعد صراع مع المرض وعن عمر يناهز 88 عام.

وشيعت الجنازة ظهر السبت من مسجد اطلق عليه اسمه فى حى المهندسين.
حضر مراسم الجنازة مجموعه كبيرة من المفكرين والأدباء والفنانين والكثير ممن يمثلون الشعب بكافه فئاته وخاصه الطبقه المتوسطه والفقيره .


حتى هذه اللحظه أتذكر موسيقاه التى كنت أبكى عند سماعى لها حين كنت طفله لا أعلم لماذا كانت تخيفنى ؟!..لقد كانت غريبه نوعاً ما.. إنها موسيقى برنامج (العلم والإيمان) كانت أمى دائناً ما تنتظر حلقته الاسبوعيه وتجلس أمام شاشه التلفاز ويملأوها الفخر أن لدينا عالماً هو دكتور مصطفى محمود وأن ما يقدمه علم مبهر للجميع وكانت مدة عرض البرنامج وكأنها وقت حداد حيث غير مسموح بحدوث أى ضوضاء تحت مسمى (البرنامج اللى ماما بتحبه) .
عندما كبرت أدركت أن هذه الحلقات والتى كانت 400 حلقه قدمها دكتور مصطفى محمود كانت ثروة كبيرة تركها لنا الراحل العظيم .

لقد كان ينتظرة آلاف المشاهدين المصريين والعرب لإنه حقاً يستحق أن يُشاهد....


من هو؟؟


هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ من الأشراف,ينتهى نسبه إلى الإمام على زين العابدين .

من مواليد شبين الكوم محافظه المنوفيه عام 1921.

درس الطب وتخرج عام 1953ولكنه تفرغ للكتابه والبحث عام 1960.

تزوج عام 1961وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973,وله منه ولدان هما أمل وأدهم,

تزوج ثانيه عام 1983وانتهى ايضا بالطلاق1987.

نقطه فاصله فى حياته:

انتشرت شائعه من قبل عدة سنوات بأن الدكتور مصطفى محمود اعتنق الديانه المسيحيه, ولكن لم يصدقها أبداً من عرف دكتور/مصطفى حق المعرفه لأنه كان متمسك بإسلامه ومؤد لفرائضه ,وكان دائماً ما يتوجهه بالدعاء لله وسماع القرآن بإستمرار.

وكان دكتور/مصطفى على علاقه سيئه بالرئيس المصرى الراحل/ جمال عبد الناصر؛ نظراً للإختلاف الفكرى بينهما, وزادت العلاقه سوءاً بعدإتهام دكتور مصطفى بالكفر فى نهايه الستينات بعد سلسه من المقالات وصدور كتابه "الله والإنسان" الذى تمت مصادرته وتقديمه بعهدها للمحاكمه بناءاً على طلب الرئيس عبد الناصر نفسه ، بناءاً على تصريح الأزهر باعتبارها قضيه كفر ، وقد أكتفت لجنه المحاكمه وقتها بمصادرة الكتاب ،ولكن فى عهد السادات إنقلبت الآيه ،فقد أبلغه بإعجابه بالكتاب وطلب منه طبعه مره اخرى، ولكنه استبدل به كتاب"حوار مع صديقى الملحد" ،وتتوطد العلاقه بعدها بين دكتور مصطفى والرئيس السادات لدرجه أن السادات طلبه ليكلفه بمهام وزارة من الوزارات فأعتذر الدكتور مصطفى مبرراً ذلك بأنه فشل فى إداره اضغر مؤسسه وهى زواجه حيث انه تزوج مرتين ولم تنجح.
وبعد كل هذة الاحداث بفترة جاءت الكارثه التى كانت نقطه هامه فى حياة دكتور مصطفى ، وحدثت تلك الأزمه مع صدور كتابه "الشفاعه" عام 2000 ،وتتلخص فكرته أن الشفاعه التى سوف يشفع بها رسول الله لأمته لا يمكن أن تكون على الصورة التى نعتقدها نحن المسلمين ويروج لها العلماء وفقهاء الشريعه والحياه ، إذ الشفاعه بهذه الصورة هى دعوة واضحه للتواكل وتدفع المسلمين الى الركون إلى وهم حصانه الشفاعه التى سوف تتحقق لنا بمجرد الإنتساب إلى رسول الله، وكذلك كانت وجهه نظر دكتور مصطفى.
أثار الكتاب ردود أفعال واسعه ،واتهم البعض مصطفى محمود منكر لوجود الشفاعه من الأساس ، وتجاوزت الردود على الكتاب اربعه عشر كتاباً.
وحاول الدكتور مصطفى توضيح فكرة والدفاع عنه ، خصوصاً أنه لم يقصد إساءه للدين الإسلامى الذى كان طالما يدافع عنه ويرفع رايته ،إلا أن هذة الأزمه مع كبر سنه وضعف صحته أدت إلى اعتزاله الحياه الاجتماعيه ،فإمتنع عن الكتابه إلا من مقالات بسيطه فى مجله (الشباب) وجريدة (الأخبار) .
ولم يتذكر أحد:
أصيب بعد ذلك دكتور مصطفى بجلطه فى المخ أثرت على الحركه والكلام وكان ذلك عام 2003، وحتى بعد ما تحسن قليلاً استمر فى عزلته.
وقالت الدكتورة لوتس فى مقالها الذى نشرته فى العدد 69فى مجله الشموع :أن حاله الدكتور مصطفى متدهورة جدا وهو يعانى من آثار نزيف فى المخ ،وانه منذ عام يعانى فقدان الذاكرة حتى انه اصبح يتذكر المقربين منه بصعوبه .
وأضافت انه يعيش وحيداً فى شقته، وتعادودة ابنته أمل التى تقيم فى نفس البنايه للأشراف على متطلباته ، ولا يستطيع الخروج حاليا حتى إلى جماعه فى المهندسين.
واكدت دكتورة لوتس فى كتابها ان دكتور مصطفى يقضى معظم يومه فى غرفه فوق جامع محمود يسميها التابوت ،وقد كان الموت فى مخيلته دائماً وبعد ان ساءت حالته كثيرا انتقل الى شقته المجاورة للجامع ؛ فبعد اصابه مصطفى محمود بنزيف فى المخ وبعد فقدانه الذاكرة لم يعد يذكر أحد وللأسف لم يعد يذكرهأحد أحد!!
كتبه وأعماله:
تؤكد المؤلفه انه رغم مكانه دكتور مصطفى فى العالم العربى وشهرته الواسعه إلا أن عدد قليل جدا من الكتب لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة هى التى تناولته بالدراسه ، وحظى كتاب واحد منها على اعجاب مصطفى محمود وكان دائم الحديث عنه وهو الكتاب الذى كتبه الراحل جلال العشرى عنه .
وأحصت الؤلفه كتب مصطفى محمود ب98 كتاباً فى شتى المجالات الروحيه والدنيويه، وتميزت هذة الكتب بإسلوب جميل فى الدعوة والقدرة على التقريب من الدين بكل المحاولات وأرقى الكلمات من خلال العلم والمنطق.
*وهذة بعض كتبه:
_"الله والإنسان "وهى مجموعه مقالات كتبت فى 1955.
_"شله الانس".
_"الشيطان يسكن بيتنا".
_"الشيطان يحكم".
_"رأيت الله".
_" حوار مع صديقي الملحد 1974 ".
_" محمد صدر عن دار المعارف 1975 ".
_" من أسرار القران 1977 ".
_" القران كائن حي 1978 ".
_" الإسلام في خندق (أخبار اليوم) ".
_" زيارة للجنة والنار (أخبار اليوم)".
_ " المؤامرة الكبرى (أخبار اليوم)" .
_" أينشتين و النسبية ".
_ " مغامرة في الصحراء".
_" رحلتي من الشك إلى الإيمان".
_ " السر الأعظم".
_" الإسلام السياسي والمعركة القادمة".
_ " عصر القرود".
_" سواح في دنيا الله".
*وتقول الدكتوره لو تس ان مصطفى محمود كان شاعراً بجانب أنه عالماً وكان اديباً كاتباً للقصه القصيرة والروايه والمسرحيه والسيناريو.
لكننا لا نعثر على كثير مما كتبه من شعر ، ربما لأنه مزق ما كتب ،أو رأى نفسه متحققاً فى فنون الكتابه الأخرى وقد نشر مصطفى محمود قصيدة فى كتابه السؤال الحائر ،وأسماها السؤال وتقول القصيدة:
يا صاحبي ما آخر الترحال
وأين ما مضي من سالف الليال
أين الصباح وأين رنة الضحك
ذابت...؟
كأنها رسم علي الماءأو نقش علي الرمال
كأنها لم تكن كأنها خيال
أيقتل الناس بعضهم البعض
علي خيال
علي متاع كله زوال
علي مسلسل الأيام والليال
في شاشة الوهم ومرآة المحال
إلهي يا خالق الوجد..من نكون
من نحن ..من همو..ومن أنا
وما الذي يجري أمامنا
وما الزمان والوجود والفنا
وما الخلق والأكوان والدنا
ومن هناك..من هن
اأصابني البهت والجنون
ما عدت أدري
وما عاد يعبر المقال
*حقاً لقد كان عالماً عظيماً واديباً متختبئاً وفقدناة ورحل عنا ،أدعو الله له بالرحمه والمغفره بقدر ما أفادنا بعلمه وأرشدنا وأمتعنا ،وأدعو الله أيضاً بأن يجعل منا وفينا مصطفى محمود آخر......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قول حاجة يلا